Tuesday, July 14, 2009

معك يا وليد أبو الخير



وليد أبو الخير حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان بأرض الجزيرة العربية ( السعودية ) لا أعرفه شخصيا ، ولكني عرفته منذ وقت ليس بالقريب عبر العالم الإلكتروني وقت أنت شرفني بقبولي في قائمة أصدقائه على صفحته الشخصيه بالفيس بوك
عرفته عن طريق قلمه الذي يسطر به شعاعا من الحرية كل يوم
عرفته جريئا
عرفته خفيف الظل
عرفته ناضجا

أخي الحبيب وليد أبو الخير ...
ربما كما قلت سابقا لم أعرفك عن قرب ، لكن عندما علمت بما تتعرضون له من تهديد ومضايقات أثر بي ذلك جدا وتألمت أشد الألم لا أدري لماذا ؟؟!!
هل لأن أحد الأقلام التي أتابعها من اّن للاّخر مهدده ؟؟ ربما ... لست أدري ... !!!

اعذرني فقد تأخرت رسالتي هذه
عزيزي وليد أبو الخير ...
لوهلة أحسست أن هواء الحرية توقف قليلا
عزيزي وليد أبو الخير ...
ربما نختلف أنا وأنت في توجهاتنا وفي أفكارنا ........ إلخ
لكن هناك دائما ما يجمعنا ويوحدنا دائما ، ما يجمعنا هو أمل الحرية وسيظل يجمعنا ....
نعم يا وليد أمل الحرية يجمعنا ، الحرية يا وليد اللتي ننشدها جميعا ، الحرية اللتي نرى فيها الخلاص ورفع الأذى وكسرالخوف والدفاع عن المقهورين والتنويروحاجز الصمت اللذي يجب إقتلاعه ..... الخ
نعم يا وليد الحرية هذه هي التي كانت وستظل تجمعنا ، الحرية اللتي أنشدها أنا وأنت وهؤلاء المقهورين خلف زنزانة حقيرة لا تصلح إلا لسجانيهم
الحرية لكل من يطلبها نساء ورجال ، شباب وبنات ، حتى الأطفال ، وكل الأطياف والتيارت

الحرية يا وليد
اللتي تحمل همها هناك أنت ومن معك

أشتاق لرؤيتك ومجالستك
نعم أنا مشتاق لك . . لأني مشتاق إلى الحرية ، لا أحد في الدنيا يشتاق للمضايقات والتهديدات ، إلا أنني أشتاق لرائحة الحرية فيك فأنت حرّ في قلبي وفي عقلي ، كأنك هنا ، أراك كل يوم تخط بقلمك حروف الحرية ...

لازلنا نضيء من لحمنا هذا الليل .. قابضون على قنديل القلب بصعوبة رغم الزوبعة والرياح العاتية ، هناك في البعيد القريب شاطئ لك ، هناك بحر يذكر إسمك دائما هناك نزيف لذاكرتك .. أذكرك هنا دوما ..
أراك هناك .. فحن جيل الفكرة وإن تفاوتت أعمارنا وليس جيل السلطة ، من أجل ذلك تدفع اليوم ثمن فكرتك ..
يا وليد .. نحن جيل الحب وليس جيل الفساد ، نحن جيل التمّرد والغضب ولسنا جيل الرثاء والسفر ..
أمر على كتابتك دوما لأسمع صرير قلمك ، لأسمع صوتك يحرك فيّ فينا الروح الجبليّة ، روح البدوي والفلاح ، روح الحرية ، روح المواطن البسيط ، روح العامل ، روح الشموخ ، روح العزه ، روح الكبرياء ..

كم هم صغار يا وليد
نعم هم صغار إلى أبعد الحدود
صغار جداً لأنهم لا يستطيعون اعتقال الأمنية الكبيرة فيك و فينا – خائفون جداً منك – لأنهم خائفون من بستانك الذي أزهر ويزهر ولا يجف ، لهذا أنت تسجنهم ، صدقني أراهم في زنزانة ضيقة مظلمة موحشة ، خائفون من سلامتك لأنك واضح وضوح الشمس ، لم تقبل أن تساوم ، لم تقبل أن تصمت ، وخائفون من قلمك لأنه الحقيقة ، خائفون خوفاً وجودياً فكيف سيستمرون في الحياة؟
صدقني لم أتألم يوم أن أمر أحد قضاة الأرض بحبسك خمس ساعات لإنك قلت له أنت تخالف القانون ، برغم الألم الذي كان يعتصرني وقتها ، لإنني بكيت و نبكي جميعا أمام وطن وإن تباعد في أقطاره يسرقوه و يذبحوه ، كلما حاول أن ينهض قفزوا فوقه ليخنقوه ، لكن إعلم أن القاضي الأكبر في السماء لم ولن يترك الظالمين أبدا

يا وليد .. سكاكين الداخل أقوى من الأحتلال ، يريدون أن يأخذوا قلمك في وضح النهار وليس أمامك خيار سوى أن ترحل أو تموت قهراً .. لكننا يا وليد جمعنا سيل القهر المتدفق .. إكتشفنا أنه قابل للإنفجار، وقابل أن يتحول من اليأس الى اليقين
هذا الوطن البعيد القريب لنا
هذه المعاناة لنا
هذا البكاء كله لنا
هذا الضعف لنا
هذا الحزن لنا ، حتى حزننا نرفض أن يسرق ويتحول الى شركات واستثمارات وكذب وأقلام تنافق وتتجسس
لقد تحالف القلم الذي معك والحرية التي فيك وصرتما واحدا ً
واتسعت أنت
فطوبى لك لأنك اتسعت
كان وهماً أن يعتقدوا أنهم بتهديدهم يرهبونك أنت وفكرتك ، هم يا وليد يهددون وهمهم وخوفهم منك

عزيزي وليد
إسمحلي أن أكتب لك كلما استطعت ولم يعاندني قلمي
لن أتعب
فالوردة الزرقاء على شباك دفترك متفتحة وعبيرها يملأ الأرض
فالوعد من الله بالتمكين لكل مظلوم نافذ لا محاله ، ووعد الله حق ولو كره نايف
ويبقى دائما وعدك الذي وعدته لوطنك ، وعدك بأن تدافع عن الحرية اللتي ينشدها الجميع
هذه الأرض التي نشأت وترعرعت فيها هي مصدر قوتك ، فإياك أن تخون من وعدت

أخيرا وليس اخرا
أسلم عليك وعلى من عندك ، و أرجوك أن تبتسم دائماً
نحن معك بقلوبنا ودعائنا
والله نحن معك ومع من هم مثلك في كل بقاع الأرض
و نحن كثيرون
يكفيك يا وليد أنك حركت فينا حب الوطن الكبير
ولا تنسى سلامي للشرفاء خلف القضبان

تحياتي لك ولهم
ومحبتي تلك اللتي لا أملك سواها للجميع
عبدالرحمن فارس
مدون مسلم عربي مصري

No comments: