Saturday, July 18, 2009

متى يسقط و ينتهي جهاز أمن الدولة من حياتنا اليومية




أي واقع تعيس!!! وفي أي عصر نعيش . ؟
نسمع بين الحين والآخر همسا كلاما علنا وسرا، نقرأ على صفحات الصحف و المواقع الالكترونية : أن فلانا أستدعي لجهاز أمن الدولة .. فذهب ولم يعد ، وأن فلانا آخر اختطف ولم يعرف مصيره وأن أهله يبحثون عنه هنا وهناك دون جدوى... وأن ثالثا ورابعا... وعاشرا مكث في (ضيافتهم) ثم خرج بعد شهرين، سنة أو سنتين، وهو يروي على الملأ قصة تعذيبه
هذه الحالات المتكررة.. متى تنتهي من حياتنا اليومية ؟ متى نشعر أننا في بلدنا ، وأن لنا دستورا و قانونا يحمينا غيرا معطلين ، كي (نبصم) أن بلدنا دولة حضارية، مدنية، عصرية، دولة قانون ونظام، دولة مجتمع مدني ومؤسسات، لا تمارس فيها شريعة الغاب المباركية ولا يأكل القويّ فيها الضعيف؟؟!
متى نستشعر أنّ هناك سيادة للقانون.. والقانون تخضع له الرقاب، رقاب الجميع، كبيرهم قبل صغيرهم، قويّهم قبل ضعيفهم، غنيّهم قبل فقيرهم، ضابطهم قبل مواطنهم ، رئيسهم قبل المرؤسين، وأنّ الناس جميعا سواسية أمام القانون؟!

إن أبو بكر الصدّيق الخليفة الراشد الأول ، صرّح في أول خطاب له قائلا:
إني قد ولّيت عليكم ولست بخيركم، فان أحسنت فأعينوني وان أسأت فقوّموني، القويّ فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحقّ منه، والضعيف فيكم قويّ عندي حتى آخذ الحقّ له، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله (دستور البلاد) فإن عصيت (خالفت الدستور) فلا طاعة لي عليكم

الدساتير في العالم جميعها تنصّ في موادها، أنّ حريّة التعبير وحرية الاعتقاد وحرية الرأي مكفولة ومصانة بحكم القانون، فهل هي مصونة في بلادنا؟؟!

جهاز أمن الدولة يجدّون في طلب البعض ، ويتعقّبون أثرهم، ويبحثون عنهم ، وكأنهم مجرمون ارتكبوا الموبقات أو سرقوا المليارات ، .كيف يطلب منّا القانون – وهو الحكم – أن نتعامل مع أجهزة أمنية؟ يفترض أن تكون وظيفتها الأولى مراقبة الجواسيس وتعقّب أثر العملاء ، و ملاحقة المجرمين والإرهابيين والعصابات المسلّحة؛ وهي وظيفتهم التي شغلوا كراسيهم من أجلها

فإذا كنت قد اقترفت ذنبا أو اخترقت قانونا أو حتى وزعت منشورات أو عكرت الصفو العام أو حرضت على الفتنة الطائفية أو سعيت إلى قلب نظام الحكم فمن المفترض أن القضاء المدني هو من يحاكمني لا أن تعتقلني قوات أمن الدولة
ومن المفترض أيضا أن يصلني أمر إستدعاء رسمي لإي مكان محدد بالإستدعاء، عندها سأسعى بكلتا قدميّ إلى المثول أمام الجهات المعنية، دون خوف أو وجل
ولا أعلم ما هو الهدف الّذي يقصده أمن الدولة من إعتقال وإختطاف و تعقّب وتهديد و تعذيب المواطنين الأبرياء بطريقة همجية؟ علما بأنهم كما قلت سابقا لو وجه لهم أمر إستدعاء لذهبوا دون الحاجة إلى هذا الكم من القوات والأسلحلة للإعتقال مواطن بسيط
لكن يأبى الظالمين إلا إذلالا . لبني آدم..
فقط ما عليك الا ان تمر على أقسام الشرطة ومنتجعات غوانتنامو في مصر لكي ترى وتسمع الذل

فماذا يريد نظام أمن الدولة المباركي من ملاحقة الشرفاء وإعتقالهم كل يوم
إذا كان المقصود هو السكوت عن كلمة الحق والتبشير بدولة الحريّات والديمقراطية والانصراف عن الدعوة إلى الخير وصلاح المجتمع ومحاربة الظلم والفساد؛ فهذا رابع المستحيلات
وهذا ليس تحدّيا لأحد بل هو أمر واجب وفرض علينا أداؤه بنص القرآن :
"ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واؤلئك هم المفلحون " (آل عمرا ن104).
فإذا كان ثمن هذه الدعوة هو الاعتقال والسجن فهي خلوة في سبيل الله، وان كان ثمنها الموت أو القتل فهي شهادة في سبيل الله، وبذلك أفوز بإحدى الحسنيين.
أمّا إذا كانت أجهزة أمن الدولة تهدف من الملاحقة والتضييق أن يغادر الشرفاء أوطانهم ويهاجروا منه ؛ فهذا محال
والله غالب على أمره ولو كره مبارك وأمن الدولة

ولتسقط دولة أمن الدولة المباركية
وللحديث بقية إن كان في الحرية بقية

1 comment:

احمد مصري said...

أمن الدوله جهه لا تعرف الحريه ولا احترام القانون (( اذهلني قول حبيب العادلي عندما قال في حفل تخرج كلية الشرطه : احترام القانون وحرية المواطنين ))
جهاز امن الدولة يرعى المجرمون واحياناً الدخلاء والجواسيس في مقابل تتبع الشرفاء ورجال الاصلاح المشكله هي انه من المفترض تغيير اسمهم الى
جهاز تخريب الدولة