نعم
نملة ذلك الكائن الذي تدهسه كل أصناف الكائنات الأخرى بقصد أو بدون قصد.!
على
الهامش: كتبتها في لحظة مشوشة لا تحمل الأمل.
في
البدء كانت: عيش حرية عدالة إجتماعية كرامة إنسانية.
أنا
مدين لهذه الثورة بعمري, أنا مدين لأصحاب الأيادي البيضاء بالكثير, أنا مدين لمن
ربطني بالعمل السياسي بأن جعل مني إنسان له رسالة وهدف, لا بهيمة.
رحم
الله صديقي محمد قرني صاحب الفضل في ربطي بحركة كفاية في أول تأسيسها.
كنت
أحاول أن أكون, تأتي الرياح دائما بما لا نشتهي, لم أحاول يوماً ما أن آخذ مكان,
لكن أصبح عندي يقين بأن الأقدار ساقتني الى أماكن كان من المفترض أن يكون فيها
غيري, من الذين لم يكن لهم علاقات أو شِلة تختارهم لقربهم منها.!
عندما
أجلس مع نفسي أكتشف أنني لم أتجاوز الرقم صفر.!
أنا إبن
لإقليم ولدت في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية, وعشت في محافظة الفيوم بعد أن
عدت مع أسرتي من الخارج, كان المسيطر علي دائما هو كيف أكون وكيف أقف في وسط
القاهرة وأنا ابن لأقليم لا يعرفني فيه الكثير, أنا ابن لمحافظة الفيوم هكذا كنت
أقول عندما أتواجد أو أوجد.!
كان
عندي حلم أن أسلط الضوء على أبناء الأقاليم الذين يمتلكون الكثير ليقدموه لهذا
الوطن دون قيد أو شرط.
أنا ابن
لأسرة متوسطة الحال لم يكن بإستطاعتها أن تعطيني من المال الكثير لأحقق هذا
الوجود, وكنت أوجد المال بشتى الطرق لكي أذهب لكل الأماكن البعيدة كي أقول: أنا
فلان من الفيوم وجي أتضامن معاكم.!
هكذا
حاولت .. لكن القاهرة قاهرة ولها سطوتها, فأُخذت من إقليمي إليها.!
جعلت لي
الثورة مكاناً في أوساط ما يسمى النخبة, وجعلت لي ظهوراً إعلاميا وربما متابعين.
وبسبب
حرصي على التواجد في أي مكان كان قبل وبعد الثورة, فلم أستطع أن أجد لنفسي عملاً
مناسباً دائماً, خاصة وأني حاصل على دبلوم تجارة .. لا تستغرب.
كنت
أذهب هنا وهناك لأني آمنت أنني يجب أن أكون صوت من لا صوت لهم بعد أن كسرت حاجز
خوفي.
ما
أؤكده هنا أن هذا ليس حالي فقط إنما حال الكثيرين من الأكثر إخلاصاً وشجاعة وحب
لهذا الوطن مني, الى أن وصل الحال ببعضهم الى درجة أنه كان على وشك الإنفصال عن
زوجته لأنه لم يعد يستطيع أن يكفل لها حياة كريمة.!
ما تركت
موطأ ضد ظالم كان لدي ما يوصلني اليه الا وشاركت فيه.
اليوم
وبعد عامين من الثورة مازال نفس الشعار قائما: عيش حرية عدالة إجتماعية كرامة
إنسانية.
ولا عيش
..
أنا آسف
لكل من حولي .. أنا آسف لأني بشر لم يعد له من الأحلام سوى العيش.
اليوم
أودع حياة أفنيت ما مضى من عمري لها لأعيش حياة تفني ما تبقى من عمري لها, وأترك وطناً يعيش داخلي الى وطن أعيش داخله.!
إخترت هذا اليوم تحديداً لأكتب ما كتبت, لأنه في مثل هذا اليوم من عامين كنت أعيش أسمى لحظة صدق.
على الهامش أيضاً: من الحجات المهمة الي عملتها اليومين الي فاتوا من وقت آخر ظهور في أحداث الإتحادية ومكمل فيها إن شاء الله, إني رفضت الظهور في أي وسيلة إعلامية للحديث عن الثورة أو الأحداث الفائته والجارية, كما إستقلت من الهيئة العليا لـ حزب التيار المصري الذي أنتمي اليه ولم أعد متحدثاً رسمياً أو إعلامياً له.!
لم أعد أحتمل المزيد من المزايادات والتخوين.!
عندما كنت من الصامتون كان ذلك أفضل بكثير.!
والى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً أنا مواطن على الهامش عبر مواقع التواصل الإجتماعي.