Sunday, November 14, 2010

محمد طارق تم التنكيل به عشان تضامن مع خالد سعيد .. فمن يأتي له بحقه












محمد طارق معيد بكلية العلوم جامعة الأسكندرية وعضو الجمعية الوطنية للتغير وحركة شباب 6 إبريل بالأسكندرية
ما حدث يوم جلسة خالد سعيد الثالثة السبت 23 أكتوبر 2010 بالتفصيل
القصة كما يرويها د. محمد طارق

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركانه

ركبت للمحكمة ميكروباص و لمحت الزملاء يوسف شعبان و خطيبته رنوة فى الطريق ناحية محطة الرمل (للأسف لم أنزل لأكلمهم فتوقعت مجيئهم للمحكمة ) ولكن إستأنفت طريقى إلى المنشية لأفاجأ بمنظر البلطجية الذين إعتدت على مشاهدتهم ولكن هذه المرة لا يوجد رد عليهم لأن مكان وقفتنا فارغ تماماً. توقعت شراً لأنى رأيت سيارتي ترحيلات (وليستا أمن مركزي) بجانب المحكمة.

حوالى الساعة 9:30صباحاً.

قابلت الزميلتين سارة و يارا اللتان كانتا تتحدثان فى التليفون دون جدوى من الرد فكلمت الزميلة ماهيتاب الجيلاني من 6 إبريل القاهرة فأخبرتني أنهم فى الطريق.

أخبرت البنات أننا يجب أن نبتعد قليلاً حتى نختلط بالشعب (و للأسف كنت مخطئ لأن ثقتي فى الشعب لم تكن فى محلها كما سنرى) فوقفنا عند محطة الأتوبيس عند الجندي المجهول و رفضت إقتراحهن بالوقوف على البحر فكنت متوقعاً أن الأمن متربصون بنا على البحر أيضاً. تركوني للبحث عن أشخاص آخرون(للأسف الحذر لم يمنع القدر).

بالفعل أتى إلي إثنان أحمد مدحت من بورسعيد و ولد ملتح لا أذكر إسمه ولكنهم عرفوني من الوقفات السابقة.

إستعرت التليفون من الزملاء لأكلم الآخرون الذين أكدوا أنهم فى الطريق ..... وفجأة قبل أن أنهى المكالمة فوجئت بحشد من المخبرين والضباط بزي مدني يحيطون بنا إحاطة السوار بالمعصم..... وعلى الفور بدأت عملية (التقليب) حتى انهم سرقوا كوفيتي الفلسطينية التي حاولوا خطفها فى وقفة سابقة لأنها تغيظهم. كل هذا و الضرب ينهال علينا من كل ناحية. سحلونا وشحنونا فى سيارة ميكروباص كان سائقها يشتكي فدعوت عليه أن لا يكسب لأنه يعين الظالمين.

هممت ان أقرأ القرآن.... اوقعوه من يدي ....وجدت سيل من الشتائم وسب الدين (ولا اخفى عليكم فليس بعد الكفر ذنب جعلونى أنفعل لأن ديني هنا الذي يهان فرددت لهم الضربات )وكان المخبر يريد كسر نظارتي فعلاً من أجل الإنتقام ولكن الحمد لله إنعوجت فقط ووضعتها فى جيبى.

نقلونا إالى القسم ليستأنفوا حالة السيكوباتية والسادية و بعدها اتى رئيس المباحث أحمد أبو العز بإبتسامة مصطنعة ليقول إسطوانته المشروخة" أنتم أولادنا ونحن إخوانكم" فرددت بأنى لن أنخدع بكلامه الكذب.

نقلوني بعد وصلة الضرب الأولى فى حجرة لأجد فيها مجموعة من الشباب تعرفت فيها على الزملاء هيثم عبد الستار و محمد ذو الفقار من بورسعيد ( وكنا قد تقابلنا فى الزقازيق فى وقفة أختنا سمية أشرف). ففوجئوا بمظهري وقد تمزق قميصي و الدماء تغطي وجهى إحتضنت الزملاء و وقفت معهم ليأتي مخبر آخر و يقول لهم " أحضروا لي هذا الولد وأخذ يهذي بأسماء غريبة(وكان يقصد العبد لله).

تقلوني فى غرفة ضيقة جداً مع 6-7 مخبرين منهم واحد وجهه معروف فى كل الوقفات إسمه الذي تعرفه هو (عبد المنعم ) وقد يكون إسمه الحركي وكان يفخر أن صورته طلعت على الفيس بوك و إستهزأ بمظهري قائلاً "ده منظر معيد؟؟ ده منظر زبال" رددت "منظرك خنزير خائن و أن صبراً فسوف نحاكمك أنت والخونة أمثالك" فإغتاظ مني جداً وبدأت وصلة ضرب ثانية بالأيدي والأرجل إلى أن وجدت أحدهم يخلع الحزام و يهم بخلع البنطلون فضربتهم برجلى كي لا يصلوا لهذه الدرجة.

عند هذه اللحظة وجدوا أني أضربهم بأرجلى فربطوها كلها بحبل وهنا قلت أن قضاء أخف من قضاء بينما يداي قيدوها بالأغلال الحديدية من خلف ظهري حتى تم حبس الدم فيها.

فى نفس الوقت كان المخبرين يضعون أرجله على رجلي و يدي و يقولوا سنكسرها لك أو نقتلك. فى هذه الحظة عذرت الشهيد خالد سعيد و محمد إبراهيم الذي كسورا له رجله.

برغم ذلك كانت رأسي مرفوعة لآعلي و كنت أغيظهم بأهم جبناء لأنهم لو كانوا شجعان ما إعتدوا علي و أنا مقبد وأنه إذا قررت ضربهم ممكن أضربهم برأسي (الروسية) أو أن أبصق عليهم وهذا ما فعلته كلما دخل علي ضابط أو مخبر.

وصلنا حوالى الساعة 11:00 حيث رفعوني مسحولاً غلى سيارة الترحيلات وأنا أهتف وأقرأ القرآن. ونظراً لتوصيتهم بي فلم يضعونى مع الزملاء فى الزنزانة كما سموها بل وضعونى فى المكان الضبق فى الخارج تحت أرجل المخبرين والعساكر لينهالوا على مرة ثالثة.

وصلنا معسكر عساكر المرور فى القباري ( الخن الجديد الذي يخفون فيه الناس أيام الوقفات) و واجهت ضابط أمن دولة أصلع و باقى شعره أبيض و شاربه كبير. قال لى "يصح تجرح نفسك بهذا الشكل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟"

رددت عليه بقراءة القرآن فرد بأن محمد هذا مثقف جداً و شخص محترم.

قام الضباط بإنزال الناس واحداً تلو الآخر فكنت لا أعرف بالفعل عدد كبير منهم, عرفت بعدها ان أغلبهم كان ليس له فى الثور ولا فى الطحين ولكن مجرد أن مروا فى منطقة المنشية.

تم عزلى مرة أخرى فى ميكروباص و وضع مخبر أبله لحراستي كل دقيقة ينام فقمت بوخزه ليصحو قائلآَ " ألا تخاف أن أهرب" " يا باشا المخبر بتاعكم نائم أعطوه جزاء" فهممت أن أصيبهم بالجنون و كانوا قد صدعت رأسهم منى بالفعل فجاء الخنزيرالمخبر منعم بجنزير حديدي مهدداً إياي به لولا ان هدأه زملاؤه.

طلبت أن أصلى الظهر و دعوت عليهم فى الأربع صلوات بنفس الطريقة ويأن ينتقم الله من حسني مبارك وأمن الدولة. بعدها جعلوني أصعد للمكان الضيق خلف سيارة الترحيلات على ألا أفتح لزملائي و لو أننى كنت أفتح من وقت لآخر لأطمئن عليهم.

قام بعض العساكر فى المعسكر بإحترامي وإعطائي رغيفين خبز (كانا تجري عليهما صراصير) ولكن الحمد لله و معهما قطعني لحم و 3 ثمرات جوافة رددت بأنني لن آكل حتى يأكل الزملاء رد المخبرين بأنهم أكلوا (وكان كذباً كالعادة) طلب مساعد شرطة(صول) ثمرة جوافة وقال إقذفها لي , لم أفعل و أعطيتها له فى يده لأني خفت أن تقع وهى نعمة ربنا. إحترمني الرجل وهذا يعتبر مكسب من المكاسب غير طبعأً العسكري الذي تكلمت معه وأحضر لى المياة.

دخلت على الزملاء بعدها وجدتهم فى حالة يرثى لها و قد أغمي على البعض ونام البعض الآخر بدون تهوية بدون أكل طلبت من المخبرين والعساكر أن يحضروا لهم الأكل. جمعوا منهم النقود و أحضروا بسكويت وشيبسى و بيبسي شئ يصبرنا.

جلسنا فى سيارة الترحيلات وقالوا لنا" لن تخرجوا حتى يخرج الباشا الكبير (حسني) و الباشا الصغير (جمال) من الإسكندرية". شغل الشباب وقتهم بقراءة القرآن أو بإنشاد الأغاني الوطنية.

دخل الليل منعوني من الوضوء لصلاة المغرب والعشاء فقمت بالتيمم ثم صليت وكالعادة دعوت عليهم.

بدأ هجوم البعوض وكأنه كان مسمماً فكان يلدغ بآلام مبرحة و الشباب مازال منتظراً حتى وصلت الساعة إلى 8:30 لنجد وفد من المخبرين يقول "إجهزوا" فطلعنا سيارة الترحيلات مرة أخرى ثم قاموا بإنزالنا واحد واحد مرة أخرى

(ليقلبوهم) مرة ثانية لكن هذه المرة عرفت أنهم كانوا يأخذون الأحذية ويشحنوهم على ميكروباص ليلقوا بهم وسط الملاحات.

إلى أن وصلوا للعبد لله و سمعت أحد المخبرين يقول "هذا بإثنين" أى أني لي معزة خاصة عندهم و بالفعل جاء لى ضابط أمن الدولة ليهمس فى أذني ويشخر كالخنزير "الليل دخل و مش عاوزين نزعلك.....إنت جربت تتكهرب؟" رددت بسم الله الرحمن الرحيم " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فإخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل.فإنقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء و إتبعوا رضوان الله".

قام سيادته بتقييدى مرة أخرى بحزام (يبدو أنه تم أخذه من أحد الزملاء و تركوه لى فبما بعد) وتعصيب عيني و خلع الحذاء والشراب و تركي مع مخبر ( قال أن باقى له سنة واحدة على المعاش و بعدها سيكون معنا رددت عليه بأن اطلب نقلك لأي قطاع).

طوال ساعة وأنا لا أدري ما سيكون مصيري وانا مقيد والبعوض (الناموس) يقطع فى رجلي و لا أستطيع حتى الهرش وكل دقيقة ياتى هذا الضابط ليهددني بأنهم سينتقمون مني لما فعلته فى قضايا سمية أشرف وكاميليا شحاتة وخالد سعيد و أيضاً كان الضابط الكبير يعرف نشاط والدي رحمه الله و كيف قضوا عليه فى حادث يقال انه مدبر(كان والدي فى حزب الله المصري السني و ليس حزب الله الشيعي فى لبنان يتبع حسن نصر الله).

أتى إثنين من المخبرين يقلبوني مرة أخيرة وأنا مقيد و قد بقى معى جنيه واحد فضة أفلت منهم فى المرة الأولى وتخيلوا حتى هذا طمعوا فى سرقته رددت بأنه سيكون حراماً فى أجسادهم وقد إستحلوا سرقة كل شئ (ملحوظة عندما أخذ أحدهم التليفون سمعته يقول لزميله مبروك " أي بركة فى السرقة").

إلى أن جاء ضابط أمن دولة يسمونه سمير (بك) قالوا لهم فكوه لأنه راجل محترم وغلبان و قام بالتكرم علي بخمسة جنيهات (من الأموال المسروقة طبعاً) قال لي " على فكرة المخبرين أخذوا براءة...وما تنزلش المظاهرات ثاني".( وهذه هى الرسالة المطلوبة من كل هذا الإرهاب).

لم أرد عليه إلا ب" كثر خيرك!" ألبسني حذاء مقطوع مقاسة صغير جداً ياخذ نصف قدمي ثم أخبرهم أن يوصلوني إلى بيتي (طبعاً لم يحدث فقد قاموا بشحني فى الميكروباص مع 4_5 مخبرين وألقوني فى منطقة الملاحات بجوار الطريق الدائري و حاولت أن أشير لأي سيارة عابرة دون جدوي. فلمحت الضوء وسرت قليلاً حتى وصلت للطريق الرثيسي لأركب ميكروباص لموقف الإسكندرية و منه لبيتي فى محرم بك و عندما رآني الناس كانوا فى حالة ذهول وتسائلوا "ما الذي حدث لك؟" فحكيت لهم القصة بإختصار فتطوع أشخاص بتليفونهم لأطمئن الناس و لم أجد غير رقم واحد فقط للجمعية الوطنية للتغيير أ. محب عبود بعد أن فرغوا المحفظة من الأرقام الأخرى كلمته فاعطى بدوره الرقم للزميل محمد عبد الكريم الذى أخبرني بأن أذهب للبيت فوراً.

عندما دخلت على والدتي و كانت فى منتهى القلق بمظهري هذا و كانت تدور طوال اليوم و قد علمت بنبأ إختطافي.

أخبرتني أن الزميلة ماهيتاب الجيلاني سألت مشكورة علي طوال اليوم.....على الفور كلمتها هى و أ.احمد نصار المحامي و الحقوقي محذراً إياهم أنهم لو رأوني لن يعرفوني فعلاً فقد كنت مشوهاً بكل المقاييس.

قام الزملاء أحمد صلاح وخطيبته ماهيتاب الجيلاني و أ.أحمد نصار و محمد خير الله بتصوير الإصابات فى وجهى وجسدي ومساعدة الزملاء من المحافظات حتى يعودوا إلى منازلهم. إلى أن وصلنا لحل تقديم بلاغ فى النيابة ثاني يوم (الأحد) وإختصصنا فيه بالذكر الضابطين أحمد جلال وأحمد أبو العز لأننا لاتعلم أسماء ضباط أمن الدولة ولو أننا ذكرنا أنهم إشتركوا فى الإعتداء و بالفعل حولتنا النيابة للطب الشرعي و أتمنى من الله أن يحاكم الظالمين على ما فعلوه.

فى نفس الوقت قدم بعض مخبرين وضباط أمن الدولة إالى منزلى (وكنت غير متواجد) وقاموا بكسر زجاج باب الشارع ( أنا كنت معهم فالحجة ليست أنهم قادمون للقبض علي) و لكن المغزى هو كارت إرهاب لأسرتي والجيران هذه المرة. الذين عاشوا فى رعب بالفعل. و بعدها بيومين(الإثنين) عرفت من رئيسة القسم بكلية العلوم بدمنهور أنه تم منعي من التدريس تماماً فى كليات العلوم بجامعة الإسكندرية ودمنهور (كان رئيس القسم فى الإسكندرية قد طردني فى وقت سابق) ولم تذكر لى السبب .طبعاً هو إيعاز من أمن الدولة المتحكمة فى تعيين حتى الفراش فى الجامعة و لأنى معيد بالإنتداب وعقد مؤقت فقط فليس لى أرض صلبة أقف عليها فسهل أن يخرجوني من الجامعة".

أختم بقوله تعالى
"إن الله يدافع عن الذين آمنوا" ومادام الله معنا فلا يهمنا شئ من هؤلاء الأنجاس الذين حتى لا دين لهم ولا ملة و لايرقبون فى مؤمن إلاً ولا ذمة.
أعتذر للإخوة والأخوات على طول الأحداث ولكن حاولت الإختصار قدر الإمكان. ولم أستطع إخفاء الأحداث المؤلمة فكأنهم كانوا النسخة المصرية من فيلم
SAw
التلذذ بالتعذيب و السيكوباتية السادية والسرقة والخطف مثل عصابات المافيا.



دعواتكم
النصر لمصر والله أكبر على الظالمين
محمد طارق

هذه الواقعة وصلتني أول هذا الشهر وأعتذر بشدة عن تأخري في نشرها

No comments: